هناك
عوامل كثيرة تؤثر على سلوك الأطفال، هذه العوامل إما أن تكون فردية،
أسرية، مجتمعية، أو اجتماعية. من العوامل الأسرية المهمة التي تؤثر سلبا
أو إيجابا على الأداء الوظيفي للطفل هي طريقة الخلاف بين الزوجين. فالخلاف
بين الزوجين يؤثر على عدة نواحي ضمن التركيبة العائلية مثل علاقة الزوجان
بعضهم البعض، طريقة تربيتهم للأطفال، و من ثم ينتقل إلى صحة الطفل النفسية و
الجسدية. وقد أجريت هذه الدراسة في عام 2002من قبل ( (Lynn Katz & Erica Woodin
على أزواج في حالة خلاف مع بعضهم البعض، صنف الباحثون فيها طرق الخلاف بين
الزوجين إلى أربعة أنواع معتمدين على سلبية و إيجابية المتحدث و المستمع.
بناءاً على ذلك، قسم الباحثون طرق الخلاف بين الزوجين إلى أربعة أنواع.
النوع الأول هو النوع العدائي، و يحدث عندما يستخدم المتحدث كلمات بذيئة مع
ارتفاع الصوت و يمكن أن يؤثرذلك سلباً على نفسية المستمع، و لكن المستمع
في هذا النوع يكون منصتاً للحديث بغرض الفهم من غير إصدار أحكام ضد المتحدث
أو الانسحاب من النقاش، أي إيجابياً؛ النوع الثاني هو النوع العدائي
المنفصل و يحدث عندما يكون المتحدث سلبياً بالطريقة التي سبق ذكرها في
النوع الأول، أما المستمع فيكون منفصلاً عن الحديث، و يقصد بذلك أن المستمع
يرفض الإنصات للمتحدث، و الذي يمكن أن يتضمن مقاطعة المتحدث و يمكن أن
ينسحب كلياً من النقاش مع عدم التجاوب مع المتحدث، في هذه الحالة يكون
كلاهما سلبي؛ النوع الثالث هو النوع المنسحب و هو عندما يكون المتحدث
ملتزماً حدوده بإيجابية و متحدثاً بطريقة لا تخل بالآداب مع الطرف الآخر، و
لكن المستمع يرفض الاستماع خلال النقاش، و يمكن أن يترك النقاش ككل؛ أما
النوع الرابع و هو أفضل الأنواع ، يحدث عندما يكون كلا الزوجين مشتركان في
الحديث بشكل إيجابي، بحيث يستخدم المتحدث لغة حوار لاتخل بالذوق العام، و
في نفس الوقت يكون المستمع منصتاً للحديث بطريقة فعالة، و تكون بتركيز بغرض الفهم، من
غيرمقاطعة أو إصدار أي أحكام ضد المتحدث. و يعتبر هذا النوع من الحوار
مثمراً حتى و إن كان هناك اختلاف في وجهات النظر، و ذلك لأنه يسمح لكلا
الطرفين بالتعبيرعن اختلاف آراءهم مع التزام كلاً منهما حدوده مع
الآخروإظهار احترام متبادل بين الطرفين، و يمكن أن يطلق على هذا النوع
"حوار إيجابي" أو "حوار فعال بين الزوجين". ركز
الباحثون في هذه الدراسة على الجوانب السلبية في أنواع الخلاف و كيفية
تأثيرها على الأطفال. فاستنتجوا أن النوع العدائي المنفصل هو أكثر نوع يؤثر
سلباً على الأطفال. ووجدوا أن أطفال الأسر التي يكثر فيها هذا النوع من
الخلاف يتأثرون سلباً من ناحيتين، الناحية الأولى تكمن في علاقة الوالدين
مع أطفالهم، بحيث يستخدم الوالدان أسلوب عنيف وغير فعال في طريقة التربية و
ذلك من خلال اللجوء للعقاب و عدم التفاهم مع الطفل، و أيضا الللجوء إلى
التحكم و عدم إتاحة الفرصة للطفل ليشارك في حوارات الأسرة؛ أما الناحية
الأخرى التي تتأثر بنوع الخلاف بين الزوجين هي صحة الطفل النفسية و
الاجتماعية، حيث وجدوا أن هؤلاء الأطفال يعانون من توتر و إحباط ، صعوبة في
ضبط مشاعرهم، صعوبة في التأقلم مع الأصدقاء،و أيضاً صعوبة في ضبط سلوكهم
مع الأشخاص المحيطين بهم، مما يجعل الأطفال عرضة للعقاب من قبل الآخرين
بسبب سلوكياتهم غير المرغوبة. ختاماً،
لا يختلف اثنان على أن الخلاف بين الزوجين أمر وارد و لا تخلو منه أسرة، و
لكن ما يجب الحرص عليه هو الطريقة المستخدمة في النقاش بحيث يكون حوار
بناء و ليس خلاف يؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على الأطفال، و على التواصل بين
أفراد الأسرة ككل.
نهى بصراوي
أخصائية تدريب ، برنامج الأمان الأسري الوطني